إضطراب بيكا Pica ( أكل الأشياء التي لا تؤكل ) بالنسبة للتوحد
June 10, 2017
-بيكا في الأصل هي كلمة لاتينية تشير إلى الغراب الذي يأكل بشراهة كل شيء ، ومرضى “بيكا ” يعانون من حبهم لالتهام أشياء غير قابلة للاكل ويرتبط هذا الإضطراب بالإضطراب العقلية والنمائية كالتوحد ويعني ذلك قيام الطفل التوحدي بأكل اشياء غريبة واخرى قذرة مضرة بالصحة كلعق الجدران وأكل التراب والطين الصلصال والورق والخشب والشمع والطباشير.....
- ويعود تفسير هذه الظاهرة إلى وجود الكثير من الأسباب منها :-
1-الاضطرابات الحسية التذوقية : شأنها شأن الاضطرابات الحسية الاخرى التي يصاب بها الطفل التوحدي فينقسم المصابون بها الى قسمين اما ذوي حساسية قوية ( مرتفعة ) و ذوي حساسية تذوقية ضعيفة (منخفضة ) وهنا يتم ادراج سلوك لعق الاشياء التي لا تؤكل تحت مظلة ذوي الحساسية الذوقية الضعيفة وعليه لايدرك طعم الاشياء الضارة
2-أسباب عضوية مثل الانيميا وسوء التغذية ، ونقص المعادن مثل الحديد والزنك والكالسيوم وفيتامين B1 B2 / B3و فيتامين C.........
3-أسباب نفسية واجتماعية مثل الحرمان العاطفي للأطفال من قبل الوالدين .
4-الإصابة بمشاكل الإنزيمات المنظمة للشهية في الدماغ والتي تعرضت للعطل أو التغير مما وجه شهية المريض لإتجاهات خاطئة أو اتجاهات للعناصر التي تنقص في جسمه مثل الحديد ..........
5-بعضهم يعاني مشاكل في الهضم وخاصة في الامعاء مثل ( المغص ) ويحاول التخلص منها
-نسب الإنتشار : تقول الدراسات بأن نسبة انتشار هذا الاضطراب يقدر ما بين 16 إلى 32٪ في الأطفال ما بين سن العام الواحد إلى سن ستة أعوام ، بينما الاضطراب يقل بشكل كبير عند الأطفال الذين تزيد اعمارهم عن 10 سنوات والتي قد تصل إلى 10٪ كما أن هذا الاضطراب يكاد يكون نادر الحدوث في الأطفال الطبيعين أو المراهقين حتى ان الدراسات تقول انه لا يوجد هذا الاضطراب بين المراهقين الاسوياء ، وتشير الدراسات بأن الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية أو تخلف عقلي أو توحد تصل نسبة انتشار هذا المرض لديهم إلى 25٪ ، وتتوزع نسب هذا المرض في الذكور والاناث بالتساوي تقريباً .
-الأضرار الناتجة عن الإصابة بمرض بيكا :
1-تختلف الأضرار الناتجة عن مرض بيكا من شخص لأخر تبعاً لما يأكله من مواد فيما قد تسبب بعضها التسمم مثل تناول رقائق الرصاص الموجودة في دهانات الحوائط ، والذي قد يؤدي لاضطرابات المعدة وتضرر الدماغ ، والحركة الزائدة والتشتت .
2-يسبب أكل الطين والتراب للإصابة بالالتهابات والديدان.
3-الإصابة بالبكتيريا والطفيليات نتيجة لتلوث الطعام مما يؤدي لأمراض حادة تؤذي الكبد والكلى .
4-تضرر الجهاز الهضمي مثل المرئ ، المعدة ، القرحة ، الجروح ، الانسدادات المعوية نتيجة لتناول مواد غير قابلة للهضم مثل الأحجار.
-العلاج :
- أولا : العلاج الطبي : الاطفال الذين يلعقون غالباً ما يكون لديهم فقر دم ونقص الحديد وفيتامين د و الكالسيوم و الزنك ، الذي يؤثر نقصهما الى ظهور حالة اكل التراب او الحصر للتعويض كما أن بعض الحالات تكون لديهم التهابات فطرية باللسان ، وسقف الحلق والفم وعليه يجب القيام بالفحوص الطبية والعلاج الطبي والدوائي لتعويض نقص الفيتامينات والأملاح المختلفة بالجسم .
- وإلى الآن لم يثبت وجود علاج دوائي ولكن وجدت الدراسات أن بعض الأدوية ، التي تعمل علي تحسين الدوبامين ، تساعد في الحد من هذا السلوك الشاذ.
- ثانياً : العلاج النفسي : الاشخاص ذوي الحساسية التذوقية المنخفظة والذي يضعون كل شيء بافواههم يكون من الافضل محاولة صرف انتباههم بفتح قنوات حسية اخرى غير التذوق ومحاولة وضع الاشياء في ايديهم وامام اعينهم لرؤيتها ولمسها واكتشافها وتعزيز هذه الوسائل البديلة .
-كما تفيد الرعاية العائلية المتواصلة لدى الطفل و توفير الجو العاطفي المناسب له و تقديم الحب و الحنان لتخفيف التوتر النفسي لديه .
-كما يساعد تأهيل الطفل التوحدي وزيادة وعيه وإدراكه بالتخلص من هذا الإضطراب .
-ويفيد أيضاً التدريب السلوكي هنا كثيرا مثل تدريب الطفل علي التمييز بين المواد الصالحه للاكل من غيرها فكلما إقترن السلوك الخطأ بالتنبيه بكلمة خطأ مع وجود تعبيرات وجهية سيئة كلما قلت مرات تكراره واقترن السلوك الصحيح بالتعزيز كلما زادت معدلات تكراره وهكذا ، ولذا يجب إستشارة المتخصصين في المجال لخطورة الأمر .
بقلم
حسام فتوح عبد السلام شرارة
مركز سيدرا لذوي الاحتياجات الخاصة بعجمان
أعجبك المحتوى؟ شاركه مع أصدقائك!