تابع / المؤتمر العربي الثالث للتفكير و الإبداع و الابتكار 22 مارس 2019 في الاردن
March 27, 2019
الجزء الأول / توسعة مجال الادراك |
س.ع طفل عمره 14 سنة ، من فئة الضعف البيني (IQ 71) ( عمره العقلي يعادل 10 سنوات) ، يخضع للتدريب على مهارات التفكير باستخدام برنامج الكورت ، يمتلك لغة جيدة.
الأداة | استجابة الحالة |
معالجة الأفكار | تعرف س.ع على معنى مفهومي( النقاط السلبية والايجابية والأجمل أنه قرر أن يجرب لعبة التوازن على الحبل ) ، كذلك تفكيره بالنقاط الايجابية لامكانية طيران الانسان ( فهو يرى أنه يصل أسرع – يتجنب زحام المرور – لا يحتاج لمواقف السيارات – توفير البنزين ) والسلبية ( يمكن أن يعاني من الدوار في الجو ويسقط – ممكن أن يصطدم بطائرة محلقة – وجود مطر قد يجعل المياه تدخل إلى عينيه.أما النقاط المثيرة (يمكنه متابعة سباق السيارات من السماء – او يبني بيت على الشجر. |
اعتبار جميع العوامل | امتلك س.ع مجموعة أفكار للعوامل التي يحتاج لاعتبارها في مواقف مختلفة مثل اعتبار العوامل عند التحدث مع والده في موضوع ما( اختيار المكان والزمان المناسبين - اختيار حالة مزاجية مناسبة للأب – التحدث بهدوء – ترتيب الأفكار ) |
القوانين | لم يكن س.ع يدرك أنه قد يفكر بقوانين لفعل ما (تعليم السبحة للأخ الصغير )، في معالجة الأفكار النقاط الايجابية كانت أن السباحة تقوي العضلات وتحسن ضربات القلب والدورة الدموية ، وتزيد الثقة بالنفس ، أما النقاط السلبية ( السباحة في الطقس البارد تصيب بالمرض –السباحة تسبب الغرق خلال موج عنيف. اعتبار جميع العوامل ( توفر ملابس السباحة – سترة الانقاذ ) . القوانين (عدم دخول حمام السباحة أو الشاطء بدون وجود منقذ – النزول في طقس مناسب –التأكد من عمق حمام السباحة. |
النتائج المنطقية | مفهوم ترتيب النتائج لفعل ما (فورية– متوسطة– بعيدة) وكانت مغامرة تفكير احتاج لوقت لادراكها.مثل النتائج الفورية للعبث بالكهرباء ( التعرض للكهرباءفي جسمة ) المتوسطة يمكن للأطفال أن تقلده وتتعطل الأجهزة الكهربائية ، حدوث ماس كهربائي او حريق. |
الأهداف | الفرق بين أهدافه وأهداف الآخرين ، ساعده على تقبل فكرة ما من منظوره ومن منظور الآخر برضى ودون توتر وقلق ، مثل الهدف من أسئلة المعلم المفاجئة ( من وجهة نظر س.ع هو حدث مزعج ونوع من العقاب ، من وجهة نظر المعلم زيادة مستوى الانتباه والتركيز لدى الطلاب ، وخضوعهم لتقييم دائم. |
التخطيط | استطاع س.ع أن يستخدم الأدوات السابقة في التخطيط لعمل ما ، لكننا واجهنا صعوبة في ترتيب وتوازن الأدوات في تفكيره(صياغة خطة للتميز داخل الصف) ، فهم وادراك مفهوم التميز، البحث عن عوامل التميز في ذاته ، وربط الصفة المميزة لديه بمهارات صفية (يحب س.ع السيارات قد يفكر بتصميم مجلة للسيارت تحفظ داخل غرفة الصف ويتولى مهمة تحديثها باستمرار. |
الأولويات المهمة الأولى | هرم الأولويات من خلال توليد مجموعة أفكار كان تحدي بالنسبة للمدرب و س.ع ، بدأ عقله يتقبل أن تنفيذ الأعمال عبارة عن مشروع مكون من عدة عناصر ، وهذا ما جعله يدرك أن كل عمل جيد يتضمن مجموعة أولويات عليه ادراكها. (أولويات الطباخ الماهر ) اختيار قائمة بالأطعمة اللذيذة والمميزة والصحية ، نظافة المكان والأدوات ، توافر شروط جزدة الخدمة. |
البدائل والاحتمالات | تعرف س.ع على مفهوم الاحتمالات والبدائل بعد ان كان يفكر باتجاه واحد ، ومن ثم أصبح اكثر هدوءً ولديه اقتراحات متعددة لحل المشكلات(ثلاثة بدائل لمصادر الحصول على المعلومة غير الكتاب المدرسي ) معلم الصف ، الانترنيت ، المجلات العلمية ، علماً أن س.ع لم يكن يشعر بحاجته لامتلاك المعلومة ولم يتعلم كيفية الحصول عليها من أي مصدر ، لكنه بعد التدريب بدأ يتفصح الانترنيت للبحث عن المعلومات. |
القرارات | مفهوم القرار لم يكن موجود كفعل عند س.ع ، بعد هذه الأداة بدا يفهم أنه لا بد للفرد من اتخاذ قرارات في مواقف معينة وقد يضطر لتغييرها في وقت آخر( ماهو القرار المقترح لمنع الغش في الامتحان) ، ان نضع مراقب لكل طالب. |
وجهات نظر الآخرين | انا لي وجهة نظر والآخر كذلك ، كانت هذه الأداة حل للكثير من المشكلات السلوكية عند س.ع وكذلك ساعدته في تكوين علاقات وفهم الصداقة (كان تحول رائع في شخصيته) ، ما وجهة نظرك من مساعدة الابن في أعمال المنزل( كان لا يدرك أهمية الاعتماد على النفس والمساهمة في أعمال منزلية على أنه واجب ضروري عليه (كان اتكالياً وعنيفاً في طلباته). |
-كان هذا الجزء ، طريق نور لتشكيل قاعدة تفكير وانتعاش لقدرات الدماغ لدى الطفل س.ع ، والأجمل أن الأهل لاحظوا التغيير الحقيقي في سلوك وتفكير ابنهم ، مما جعلهم يشعرون بضرورة استكمال البرنامج، حيث أن أكبر اهتمامات ابنهم كانت ملاحقة الخدم وافتعال المشاكل معهم وملازمة الأم دون ادراك خصوصية وقتها ووجودها في البيت ، والتدني في مستوى التفكير ، وعدم استيعاب أية أفكار قد تطرح أمامه ، الضعف في العلاقات والهوة الكبيرة بينه وبين أخوته الأصغر منه ، بالاضافة إلى شعور الأقرباء بتدني قدراته الفكرية وتصرفاته التي تثير التوتر والانزعاح.
الأداة | استجابة الحالة |
ميز | هذه الأدوات ساعدت س.ع في ادراك مفهوم التضاد ، والانفعالات والتفرد بالمميزات من شخص لآخر أو من شيء لآخر، وحصر العناصر المفيدة والضارة في العلاقات بين الأشياء واختيار الأفضل. |
حلل | استطاع س.ع في هذه الأداة تحليل عناصر أشياء إلى أجزائها الحقيقية وأجزائها المعنوية وهذا ما أتاح له التفكير بكل جزء بشكل منفصل مما ساعده على فهمها بشكل أفضل (أدرك معنى الجزء الظاهر والجزء غير الظاهر) وهذا جعله يفهم أن هناك أشياء مخفية عليه البحث عنها. |
قارن | المقارنة كانت أكثر الأدوات غرابةً بالنسبة لـ (س.ع ) فهو في البداية كان يضحك ويبتسم من طبيعة العلاقة بين الشيئين الغريبين في نظره مثل (الطفل والحبل )مما اضطره لانتاج أفكار غريبة وجديدة، وخاصةً المقارنة بين نقاط التشابه والاختلاف (كانا مفهومين جديدين تماماً) ومن بعدهذا الادراك أصبح من السهل عليه ادراك اوجه الشبه والاختلاف بينه وبين الآخرين. |
اختر | أيضاً الاختيار المبني على المتطلبات ، والعلاقة التي تربط بين الرغبة والحاجة للشيء ، س.ع لم يكن يدرك أن الاختيار يرتبط بمتطلبات تقتضي الاختيار بين عدة أشياء، فحتى يفوز بمسابقة لعبة ما يحبها عليه أن يحدد متطلباته أولا لتتناسب مع هذا الاختيار وتحديد ضرورتها وفوائدها له ، هذا سهل عليه اختيار أشياء أصبحت تملئ وقته وتكشف له جوانب في الحياة لم يكن يدركها. |
أوجد سبل أخرى | س.ع وبسبب قصوره وهو يقع في فئة الضعف البيني (IQ 71) لم يكن يدرك أن هناك مفهوم يسمى النظر للأمور بعدة طرق ، فهو لا يفهم لماذا يغضب مدربه من عدم استجابته للمهارات التدريبية ، إلا أنه أدرك بعد التدريب أن مدربه يريده أن يتطور ويتعلم كل المهارات المطلوبة ، فبدا يحبه ويتقبل منه الكثير من الأوامر التي كان يرفضها. |
ابدأ | كانت من أكبر المشكلات التي واجهت الأخصائي في تدريب س.ع أنه لا يدرك أنه لا بد من وجود نقطة بداية في كل مهارة ويشترط أن تكون بداية قوية كأن يتقن الكتابة على السطر وبخط مناسب ليصل إلى مرحلة تصبح الكتابة مفهومة ومقروءة ومناسبة لسنه ، وهو يتوتر وينزعج من هذا الاصرار ، لكنه بعد التدرب على هذه الاداة عمم الفكرة وتجاوز مشكلاته مع أخوته ومع الكتابة و بدأ يفهم أن البداية القوية حتماً ستقود إلى نتيجة قوية. |
نظم | طبعاً من أصعب الأمور التي تواجه القائمين على رعاية أصحاب الهمم ، هي اقناعهم بالحاجة للتنظيم في أي عمل يقومون به لمواجهة المواقف اليومية والواجبات المطلوبة منهم ، وخاصة الأمور التي تتطلب تسلسل ارتقائي ليتم تنفيذها ، فهم لا يدركون ضرورة التنظيم ويعتبرونه قيود غير مفهومة وتغضبهم وتوترهم ، استطاع س.ع الانتقال إلى مرحلة جديدة بعد تطبيق هذه الاداة ، فاليوم هو من يخطط لعمل منظم. |
ركز | مفهومي خارج محور التركيز وداخل محور التركيز ، أحدثا فارقاً قوياً جدا في مستوى التفكير والادراك عند س.ع ، حيث انتقل من الاهتمام بالأمور البسيطة والثانوية أثناء عمل ما إلى الأمور الرئيسية والهامة من وراء هذا العمل ، مما ساهم بزيادة وعيه لأهمية ما يقوم به، ولطالما كان الوصول إلى تطور في مساعدته على فهم هذه الفكرة صعب جداً في السابق قبل استخدام هذه الأداة وتعميمها. |
ادمج | دمج الأفكار هو عملية معقدة بالنسبة للأطفال المضطربين ، س.ع كان يفاجأ من هذه العملية ولا يرى أهميتها ، لكن المميز أنه أثناء التدريب عليها أعطى أفكار ابداعية واصبحت فكرة دمج الصور العائلية دافعاً له لكتابة مذكرات يومية محببة ونشاط رائع مفضل لديه. |
قرر | الاستنتاج ، مهارة عقلية معقد خاصةً عندما تكون ضمن أحداث أو وقائع غريبة ، فهو لا يفهم معنى كلمة كمين ليستنتج ماذا سيحدث لو وجد كمين في أرض زراعية ، مما اضطره لتعلم مفهوم جديد (الكمين ) وتأثير وجوده في أرض زراعية تضر بالمحاصيل وتتلفها، كما أن مهارة الاستنتاج كانت مهارة صعبة وغير مدركة بالنسبة له ، نظراً لحاجتها لربط الأحداث ببعضها بعلاقة مفهومة ومن ثم صياغة الاستنتاج بفكرة واضحة. |
- سنكتفي بهذين الجزئين ، ونقول ان الأجزاء الأربعة الباقية يتم التعامل معها بنفس الطريقة ، مع التنويه على أننا في المركز نعمل على تعميم هذه الأدواتفي الحياة اليومية ونكلف الأهل بترتيب مواقف وحوارات تساعد ابنهم على تعميم ما تعلمه من كل أداة يتم تدريبه عليها في المركز ، وقد اكدت والدة س.ع أنها شعرت ان ابنها بدا يفكر ويكبر بشكل واضح بعد ان تخلص من محدودية تفكيره وبدأ يرى الأمور بشكل مختلف تماما عن السابق ، ولطالما بقيت مصرة على الانتهاء من جميع الأجزاء للوصول بابنها إلى أقصى مرحلة من التفكير تتناسب مع عمره الزمني وبالمقارنة مع أقرانه من نفس العمر.
الخاتمة:
رحلة البحث عن الجديد دائماً ، قادتنا وستقودنا كل يوم إلى حدود مفتوحة من الابداع ،وتجربة مركز سيدرا مع برنامج الكورت للتفكير الابداعي حررت أطفال الاحتياجات الخاصة من عتمة القصور الفكري ، وفتحت أمامهم منافذ الارتقاء الفكري والمعرفي ، وعليه نوصي بشدة جميع العاملين في مجال الاعاقة إلى استخدام برامج التفكير في تطوير مهارات التفكير العليا لدى الأطفال المتأخرين ، فلن تكتمل دائرة العلاج ما لم يمتلكون قدرة عالية على ادراك المفاهيم والعلاقات والتمايز والتشابه والاختلاف وحاجتهم للتفكير والابداع في خلق أفكار جديدة تساعدهم على فهم ما يدور في عصرهم ليتكيفوا مع ظروفهم ويتغلبوا على إعاقتهم .
-لا بد أن يكون استخدام برامج التفكير جزء من الخطة العلاجية عندما يكون الطفل قد أصبح قادراً على تقبلها ، وعلى الأخصائيين التدرب على كيفية استخدامها وتعميم نتائج التدريب على جميع البيئات التي يتواجد فيها الطفل لضمان انتقال أثر التدريب والتأكد من امتلاكه قاعدة تفكير تنمو باستمرار.
أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض تجربة مركزنا في تبني واستخدام برامج التفكير الابداعي مع أطفال اختصر عليهم قصورهم متعة التفكير والابداع ، والمهم أننا وصلنا إلى تقنية ساعدت على ايقاظ العقل النائم من غفوته ، وتنشيطه وتفعيله با تقتضي صيرورة النمو التطوري التي هي هدف التأهيل الأساسي.
المراجع
1- آرثر ل.كوستا ، بينا كاليك ، ترجمة ، حاتم عبد الغني، استكشاف وتقصي عادات العقل.
2-ادوارد دو بونو ، علم نفسك التفكير .
3-د.فتحي الجروان (تعليم التفكير، مفاهيم وتطبيقات).
4- موقع السعودي العلمي ، رمزي الحكمي ، 23 يونيو 2016 ، نظرية العقل ، كيف نفهم اختلاف الآخر عنا.
5- سليمان الضاهر ، مجلة جامعة دمشق ، المجلد 30 ، العدد 1+2-2014 ، نظرية العقل عند الفارابي.
6- د.نورمان دويدج ، ترجمة رفيف غدار ، الدماغ وكيف يطور بنيته وأداؤه.
7- ويكيبيديا الموسوعة الحرة ، ابريل 2018 ، نظرية العقل .
8- د.محمد صالح الامام ، د.فؤاد عيد الجوالدة ، التوحد ونظرية العقل.
9- د.محمد صالح الامام ، د.فؤاد عيد الجوالدة ، السلوكيات الدالة على نظرية العقل.
10- د.منال عمر (تقديم ) ، مريم عبد اللطيف (ترجمة وإعداد ) ، برنامج قراءة العقل.
11- مركز جروان للإستشارات والتدريب ، أ.د فتحي جروان ، برنامج CoRT لتعليم التفكير،2013 .
12-مركز ديبونو لتعليم التفكير ، مشروع ديبونو الصغير ، برنامج الكورت لتعليم التفكير للأطفال. (اجزاء البرنامج ( مادة البحث )المستخدمة في مركز سيدرا لأصحاب الهمم ) .
13-رينيه ديكارت، حديث الطريقة، ترجمة د. عمر الشارني، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2008؟
تم في 29-1-2019
أعجبك المحتوى؟ شاركه مع أصدقائك!