السلوك اللفظي .......قوة الكلمات ...... التسمية
تُعد اللغة ركنا أساسيًا في حياة الإنسان ولا يمكنه أن يفهم الكون من حوله ويتفاعل معه بشكل جيد ويتطور في جوانب شتى إلا بها ، فبها يتفاهم مع غيره من أفراد المجتمع في المواقف الحياتية المتنوعة والمختلفة وبها ينقل أفكاره وآرائه وأحاسيسه ويعبر عن حاجاته، وعن طريقها يتكيف الانسان مع محيطه ويتفاعل مع أقرانه ومن خلالها يتعلم وينقل إرثه وتعلمه لأجيال من بعده ولذلك فاللغة سلوك هام يسعى الانسان لإكتسابه وإتقانه ولهذا نرى في مجالنا أن الوالدين دائما ما يدق ناقوس الخطر لديهما في حالة تأخر طفلهما اللغوي عن أقرانه ولذلك فإن التسمية تحتل مكانة كبيرة في مهارات السلوك اللفظي لدى سكنر B.F. Skinnerويطلق عليها لفظ TACT وهي إختصارا للكلمة الانجليزية CONTACT وتعني الاتصال والتواصل حيث ان مهاره التسميه تعتبر أول خطوه من خطوات التواصل الاجتماعي التلقائي ، نحن عندما نسمي ما نراه في البيئة بصوت مرتفع فأننا نريد أن نتواصل اجتماعيا مع من حولنا و نريد أن نشارك مع من حولنا ما نحس به ونراه وفي نفس الوقت هذا مهم جدا لنا ولذلك نحن لا نسمي الأشياء بصوت مرتفع إذا كنا وحدنا فبدون التسمية لا توجد مهارات تفاعل وحوار مع الاخر.
ومعنى التسمية TACT : انها استجابة لفظية من الشخص حيث يقوم بتسمية الأشياء أو الإجراءات أو الأحداث ......أي إنها الطريقة التي نصف بها الأشياء التي نراها أونشمها أونلمسها أونسمعها أو نتذوقها أو نشعر بها ولذلك تتعدد الاشياء التي من الممكن تسميتها نظرا لتعدد المستقبلات الحسية لدينا وعلى سبيل المثال ، فمن الممكن التسمية بحسب المثيرات البصرية مثل قول سيارة بابا عند رؤية سيارة الاب تعبر الطريق والتسمية حسب المثيرات الشمية مثل أشم رائحة عطر الياسمين وأقول أنه عطر الياسمين وبحسب المثيرات اللمسية قول أن الجدارخشن جدا عند ملامسته ، وبحسب المثيرات السمعية عند سماع صوت في مغرب أحد أيام رمضان ونقول هذا صوت مدفع الافطار وبحسب المثيرات التذوقية مثل تذوق الطعام وقول انه مالح والتسمية بحسب الحالات الداخلية الخاصة مثل عندي صداع ، والتسمية لا تكون بالكلمات فقط فإستخدام لغة الاشارة المتعارف عليها بين الاشخاص الذين لا يستطيعون استخدام الكلمات نتيجة لرؤيتهم مثير أو سماع صوته أو شمه رائحته أو لمس ملمسه ثم التعبير عنه بلغة الاشارة تعد بلا شك تسمية .
وتبدأ التسمية عادةً في وقت مبكر من الطفولة بمجرد أن يبدأ الطفل في تسمية الأشياء والاشخاص الموجودين في بيئته وخاصة تلك التي تعد معزز قوي له فالطفل يسمي الاشياء التي يحبها أولا وكذلك الاشخاص المقربون ، كما يبدأ الأطفال في تسمية مئات الأشياء ( الاسماء ) قبل الأفعال والصفات والأحوال أي ان الاطفال يتعلمون وصف الاشياء في بيئتهم المحيطة بأسماء مفردة قبل أن يضيفوا الألوان والأفعال لوصف ما يرونه.
التسمية والطلب : وتختلف التسمية عن الطلب اختلافا كبيرا فكما أكدنا سابقا في الطلب MAND ان المنظومة السلوكية له تبدأ من الرغبة في الحصول على شيء ما ثم طلبه بسلوك ما ( بالاشارة إليه أو طلبه بإستخدام اللغة أو حتى تبادل الصور) وتكون النتيجة هي الوصول إلى الشيء المطلوب إلا ان المنظومة السلوكية في التسمية TACT مختلفة تماما فيبدأ الانسان برؤية شيء او شمه أو تذوقه أو سماعه او الاحساس به ثم يكون السلوك الصادر هو تسمية هذا الشيء الذي أثر في حواسنا وتكون النتيجة مختلفة وغير محددة فقد تكون ثناء إجتماعي أو تأكيد على التسمية أو إيماءه بالرأس تعني نعم انه كذلك او حتى معزز مادي مثل اخذ قطعة من الحلوى لأنك أجدت تسمية أجزاء الجسم مثلا .
وكذلك تتعدد أيضا أنواع التسمية فمن الممكن ان تكون التسمية خالصة / نقية أو تسمية غير نقية / غير خالصة فالتسمية التلقائية نتيجة محفزبيئي أثر على حواسنا المتعددة تسمى هذه بالتسمية الخالصة النقية Pure Tact أي عندما يسمع الطفل صوت طرقعة popcorn ( الفُشار ) فيقول فُشار إنها بالتأكيد تسمية نقية وعندما يشم رائحة الفُشارفي المطبخ ويقول أنه فُشار فهي بلا شك تسمية نقية وعندما تحضر له الام طبق من الفُشار أمامه فيقول سعيدا فُشار فإنها أيضا تسمية نقية أما التسمية الغير نقية Impure Tact فهي التسمية التي يتدخل فيها محفز آ خر مع تأثير الشيء الذي نريد تسميته على مستبقلاتنا الحسية فعلى سبيل المثال عندما يضع الاخصائي بطاقة "كلب " أمام الطفل ويسأله ما هذا ؟ فيقول الطفل " كلب " فهذه التسمية غير نقية Impure Tact وتستخدم عادة في التدريب للانتقال من التسمية الغير نقية الى التسمية النقية التلقائية التي نسعى في أن يمارسها الطفل في حياته اليومية .
التدريب على التسمية : وللتدريب على التسمية لابد من التأكد أولا ان الطفل يمتلك قدرا جيدا من الترديد الصوتي Echoic لكي يستطيع نطق الكلمات أثناء التسمية بيسر وسلاسة ووجدت دراسات كل من Kodak and Clements (2009) أن جلسات التدريب على الترديد الصوتي قبل التدريب على التسمية كانت أكثر فاعلية في زيادة استجابات التسمية المستقلة للأطفال أثناء التدريب خاصة إذا كان الطفل يتدرب على استخدام التواصل اللفظي ، كما يجب ان يكون لديه مخزونا من القدرة على الطلب Mand فمن السهل تدريب الطفل على تسمية شيء ما يطلبه أو فعل يقوم به .
وتذكري عزيزتي الأم ان التسمية تعتمد على أثراء البيئة من حول الطفل بالمثيرات القادرة على إستثارة حواسه المختلفة وتنمية قدراته على التفاعل معها واللعب بها وسماع أسمائها المختلفة .
بقلم / حسام فتوح عبد السلام شرارة
مراجعة الأستاذة لمى أيوب BCBA في التحليل السلوكي التطبيقي