الفيريتين(Ferritin) / البروتين الخطير والمنسي عند الاطفال.
هو بروتين تخزين الحديد في الجسم ، حيث يعمل على تخزين الحديد في الأنسجة، إلى أن يحتاجه الجسم فيستخدمه في حال وجود نقص في معدل الحديد في الدم ، حيث يؤدي نقص الفيريتين على المدى الطويل إلى نقص الحديد. لكن قد تكون نسبة الحديد طبيعية في الجسم عند إجراء التحاليل انما المشكلة في معدل الفيريتين ، أي أن الجسم لا يخزن الفيريتين بشكل مناسب بحيث يسمح للدم بتوفير النسبة الكافية من الحديد ، وطبعا هذا بسبب سوء التغذية او الافراط في تناول الكحول وخمول في الغدة الدرقية ، وأسباب أخرى.
الفيريتين عنصر معقد جدا ويعتبر من أنواع التخزين التلقائية في الجسم ،ويتم تخزينه في الكبد والطحال، تختلف نسبته في الجسم حسب الجنس ، حيث انه عند الرجل يكون بمستويات أعلى منه عند المرأة، الجدير بالذكر أن نقص بروتين الفيريتين يعطي نفس اعراض نقص الحديد :
1- الإعياء الشديد والتعب غير المبرر بسبب.
2-الصداع النصفي.
3- فقدان الشهية.
ما يهمنا هنا الحديث عنه ، علاقة نقص هذا البروتين بأعراض اضطراب طيف التوحد(ASD) الشبح المرعب للوالدين، والاهم هم الاطفال ذوي العمر من 3-7 سنوات ، وخاصة 3 سنوات العمر الذي تتضح فيه اعراض طيف التوحد عند الاطفال حيث تظهر اعراض نقص الفيريتين في حال وجوده وتتشابه مع اعراض اضطراب طيف التوحد( بعض الحالات وليس جميعها وهذا لا يعني أن سبب التوحد هو نقص الفيريتين) مثل:
1- ضعف في تطور النمو
2-قلة الشهية وعدم الرغبة في الطعام وشحوب في الوجه
3-الانزعاج الدائم ( مزاج سيء) وطبعا قد يبدو التعبير عنه عند الاطفال بسلوكيات مختلفة ومتعددة.
4- عدم رغبة في التواصل .
5-ضعف التركيز والانتباه وضعف في قدرات التعلم
ولو لاحظنا سنجد هذه الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع اعراض اضطراب طيف التوحد ، خاصة إذا كان الطفل يعاني لسبب من الأسباب من ضعف النمو اللغوي .
وهنا سأنوه إلى ان أهمية الحديث عن الفيريتين ونقصه في الجسم هو لتوجيه نظر الوالدين للمتابعة مع الطبيب في حالة وجود هذه الأعراض على طفلهم قبل اللجوء إلى الأخصائيين النفسيين لتشخيص اضطراب طيف التوحد، حيث أن قلة من الأخصائيين من ينتبه للبحث في التاريخ التطوري للحالة عن احتمالية وجود هذه المشكلة ، كذلك طبيب الاطفال يجب أن يضع بعين الاعتبار احتمالية وجود نقص الفيريتين، فعادة يتم إجراء فحص معدل الحديد دون الاكتراث لنسبة الفيريتين،.
اخيرا اريد ان اشير الى انني في عملي مع الاطفال في مركز التأهيل واجهت حالة لإحدى الاطفال كانت جميع اعراض اضطراب طيف التوحد موجودة ، ولكن بعد الرجوع إلى التاريخ الصحي للحالة تبين أن الطفل يعاني من نقص في االفيريتين رغم وجود نسبة جيدة من الحديد بعد الخضوع لعلاج دوائي لرفع نسبة الحديد ( لذلك يجب إجراء فحص بعد الانتهاء من تعاطي أي فيتامين للتأكد من استفادة الجسم منه ) ، بدأت معظم اعراض التوحد بالاختفاء وبدأ الجميع يشعر بالفرق( واكرر هذا لا ينطبق على جميع حالات التوحد ) وبدأ الطفل يصبح قادرا على التعلم والتذكر والتركيز وبدأت تنمو اللغة بشكل واضح .
اتمنى ان اكون قد أضأت على جزئية هامة قد تغير مسار التشخيص الخاطئ احيانا لاضطراب طيف التوحد.