فعالية برنامج الكورت كأحد برامج التفكير الإبداعي في تنمية مهارات التفكير لدى أطفال الاحتياجات الخاصة. مشاركة مركزنا في المؤتمر العربي الثالث للتفكير و الإبداع و الابتكار 22 مارس 2019 في الاردن ، بورقة عمل بعنوان فعالية برنامج الكورت للتفكير مع أطفال الاحتياجات الخاصة قدمتها الأستاذة / باسمة الحجلي مديرة المركز . الكلمات المفتاحية: نظرية العقل، برنامج الكورت (CoRT)، برنامج قراءة العقل ، مركز سيدرا لاصحاب الهمم ، التفكير الإبداعي المحتويات 1- ملخص البحث 2- تمهيد 3- مقدمة 4- موضوع البحث 5-هدف البحث 6- نظرية العقل(ماهيتها – أسسها ) 7- برنامج قراءة العقل واهميته لأطفال الاحتياجات الخاصة 8- برنامج الكورت (تعريفه – محاوره – استخداماته ) 9- مدى أهمية برنامج الكورت كأحد برامج التفكير الابداعي مع أطفال الاحتياجات الخاصة. 10-نبذة عن مركز سيدرا لأصحاب الهمم في دولة الامارات 11- كيفية استخدام برنامج الكورت في مركز سيدرا ،ومدى قوة النتائج المحققة منه. 12- الخاتمة. 13- المراجع. ملخص البحث: بدأً من كوستا "1" ، الذي عرف التفكير بأنه (المعالجة العقلية للمدخلات الحسية ، وذلك لتشكيل الأفكار ، التي تؤدي لادراك الأمور والحكم عليها)، في معالجة المدخلات الحسية والتي يمتلكها ذوي الاحتياجات الخاصة و تؤدي لادراك الأمور والحكم عليها؛ مروراً بباربرا برسين والتي عرفته بأنه (عملية معرفية معقدة تعمل بعد اكتساب معرفة ما ،أو أنه عملية منظمة تهدف إلى اكتساب الفرد معرفة ما) وترى التفكير عملية معرفية تحدث بعد اكتساب مهارة ما (وقدرة الاحتياجات الخاصة على تكوين المعرفة بعد التدريب على اكتساب المهارات )؛ وانتهاءً بدي بونو"2" الذي عرفه بأنه (مهارة يمارس بها الذكاء نشاطه اعتماداً على الخبرة) ومنها قدرة الذكاء على ممارسة نشاطه بالاعتماد على الخبرة(والتي تعمل مراحل العلاج والتأهيل المختلفة لذوي الاحتياجات الخاصة حسب مقدار الذكاء المقاس على تكوين خبرات تمكن الدماغ من ممارسة فعالياته ). يقول الدكتور فتحي الجروان في كتابه "3" ( تعليم التفكير ، مفاهيم وتطبيقات ) أن الباحثون لاحظوا ان مستوى التعقيد في التفكير يعتمد بصورة أساسية على مستوى الصعوبة والتجريد في المهمة المطلوبة أو المثير ، فعندما يسأل الفرد عن اسمه أو رقم هاتفه ، فإنه يجيب بصورة آلية دون أن يشعر بالحاجة إلى أي مجهود عقلي ، ولكن إذا طلب إليه أن يعطي تصوراَ للعالم دون وجود الكهرباء أو بدون أجهزة كومبيوتر ، فإنه بلا شك سيجد نفسه أمام مهمة أكثر صعوبة ، وتستدعي القيام بنشاط عقلي أكثر تعقيداً (Udall & Daniels, 1991) ، واستناداً إلى ذلك فقد ميز الباحثون في مجال التفكير بين مستويين للتفكير هما : 1-تفكير في مستوى أدنى او أساسي Basic Lower –Level thinking 2-تفسير في مستوى اعلى او مركب Complex Higher –Level Thinking ويتضمن التفكير الأساسي مهارات كثيرة من بينها المعرفة (اكتسابها وتذكرها ) والملاحظة والمقارنة والتصنيف ، وهي مهارات يتفق الباحثون على ان اجادتها امر ضروري قبل ان يصبح الانتقال ممكناً لمواجهة مستويات التفكير المركب بصورة فعالة ، اذ كيف يمكن لشخص لا يعرف شيئاً عن طبيعة جهاز الحاسوب واستعمالاته أن يقدم تصوراً لعالم يخلو من أجهزة الحاسوب. انطلاقاً من هذه المبادئ استطعنا في مركز سيدرا لأصحاب الهمم في دولة الامارات توظيف برامج التفكير (برنامج الكورت –برنامج قراءة العقل – القبعات الست – العصف الذهني ) مع ذوي الاحتياجات الخاصة من تغيير شكل العلاقة بين التأخر العقلي وضعف عمليات التفكير، فكان أن تحققت نتائج مذهلة في ايجاد تفكير معرفي واجتماعي وتواصلي مع الأطفال ذوي اعاقات مختلفة (فئة أقل من المتوسط- فئة الضعف البيني –الاضطرابات الذهنية البسيطة – اضطراب التواصل العملي الاجتماعي – صعوبات التعلم) مما ساعدهم على امتلاك قدرة على استخدام التفكير في ايجاد وابداع طرق لحل المشكلات والتفاعل مع المواقف المفاجئة والغريبة بالنسبة لهم ، وهي المهارة التي تشكل نقطة ضعف واضحة تظهر عجزهم رغم تطور التدريبات عن التفاعل مع مواقف الحياة اليومية المختلفة والتخطيط لإدارتها بالشكل الصحيح. تمهيد : أيها الانسان فكر لتوجد، مقولة " رينيه ديكارت " حيث يعتقد الكثيرون أن القيام بالأعمال العادية هي دلالة على امتلاكنا لحالة التفكير (مع الاحتفاظ بأهمية كل ما نقوم به من أمور حياتية يومية وعادية ) ، فالتفكير فعل حياة واستمرار ، وعدمه لا ينتج سوى الضعف والتخلف والهزيمة ، بالتفكير ينتصر الانسان لوجوده الحقيقي ولذاته المتمردة على قسرية الثوابت التاريخية، فالبحث عن حالات تفكير مختلفة ومتعددة ، تخلق حالة ابداع دائمة ،حالة إثارة نحتاجها للاستمرار دون ملل ، ولتفجير طاقاتنا الكامنة والتي قد نكون جاهلين حجمها وقوتها،هي ذاتها بصمة الانجاز المختلفة والتي تميز عملاُ خلاف الآخر، عليه سنجد أننا كبشر مميزون بالتفكير علينا أم نعمل وننجز ونخترع ونتامل ونفعل ونتفاعل ونحلم ونبدا وننتهي ، فهل نعي مسؤوليتنا اتجاه هذا الوجود؟؟؟؟ مقدمة: انطلاقاً من طريقة ديكارت (رينيه ديكارت فيلسوف ورياضي وفيزيائي فرنسي عاش في الفترة ما بين ( 1596 - 1650) والتي انفرد فيها وأخذها المفكرون والرياضيون من بعده ، هذه الطريقة التي تعتمد على عدم التسليم بأي شيء مهما كان جلياً وواضحاً ، اعتاد الناس على التسليم والاعتقاد به . 4” " يرى ديكارت أن اول اصلاح فكري يجب على الفيلسوف أن يقوم به هو الظفر بطريقة قويمة توصله إلى المعرفة الحقيقية ، ثم الأخذ بهذه الطريقة في النظر أو العمل. فديكارت لم يقتنع بالطرق المألوفة في منطق أرسطو المثالية الصورية حيث المقدمات تستلزم النتائج، ولا بتلك القواعد المنطقية التي شاعت في القرون الوسطى ، لأنها كما قال تفرض الشيء الذي تطلب البحث عنه ، ولا تصنع شيئاً أكثر من أن تعرقل حركة الذهن الطبيعية ، لا بل هي توجه عقولنا في دائرة آلية ، وتعفينا من التفكير دون أن تصل بنا إلى الكشف عن الحقيقة . "4 " كما يقول ، لنبحث اذاً عن طريقة جديدة تنقذنا من العقم وتدفعنا إلى الأمام ، وإن هذه الطريقة الجديدة هي الطريقة التي سلكها الرياضيون في مباحثهم العلمية المعرفية ، وهي لا تنطبق على الرياضيات وحدها ، بل تنطبق على جميع العلوم ، لأن العلوم في نظرية ديكارت مرتبطة ببعضها البعض ، والطريقة التي تصلح لمعالجة الأشياء البسيطة تصلح في الوقت نفسه لمعالجة الأشياء المركبة ، ويضيف "لم أجد كبير عناء في البحث عن الأمور التي يجب الابتداء بها ،لأنني كنت اعرف من قبل أن الابتداء يجب أن يكون بأبسط الأشياء وأسهلها معرفةً" " 4 " هناك حقيقة ً أخرى ستكون مدخلاً مناسباً لموضوع بحثنا حول أهمية برامج التفكير والابداع لتطوير مهارات التفكير لدى أطفال الاحتياجات الخاصة ، وهي حقيقة الحدس ، فالحدس عند ديكارت هو الاطلاع العقلي المباشر ، والذي يدرك به الذهن بعض الحقائق التي تذعن لها النفس وتؤمن بها ، كما أنه عمل عقلي يدرك به الذهن حقيقة من الحقائق . فبالحدس ندرك الرابطة التي بين إحدى الحقائق والحقيقة التابعة لها مباشرةً ،وهذا يعني أن الشيئين المساويين لشيء ثالث متساويان ، وبالحدس ندرك ثلاثة أشياء : 1-الطبائع البسيطة. 2-الحقائق التي لا تقبل الشك . 3-الروابط التي تربط الحقائق ببعضها البعض. ولهذا سمى ديكارت الحدس نوراً طبيعياً او غريزة عقلية نكتسب بها معارف كافية للبرهان على قضايا كثيرة."4" ولما كان العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يرتبط مباشرة بقوة الحدس التي تنطلق من الطبائع البسيطة التي يتم تدريبهم على ادراكها ، بالاضافة إلى العلاقات التي تربط الحقائق البسيطة ببعضها البعض مثل ( الليل يأتي بعد النهار ) ، فقد كانت فكرة صائبة أن تبدأ عملية تطوير التفكير لديهم بالاعتماد على الحدس. موضوع البحث: -عند الحديث عن مهارة التفكير ، نتطلع إلى ملكة ميزنا بها الخالق عز وجل عن باقي المخلوقات ، وعندما نتكلم عن الانسان الطبيعي والانسان غير الطبيعي نتكلم عمن ينمو بشكل طبيعي حسب مراحل تطور النمو الارتقائي للبشر حسب محددات النمو ، وعمن لا ينمو بشكل طبيعي في بعض الجوانب والتي تستلزم اختلافه عن النوع الأول (الطبيعي) ، فالمقاربة عصية بين العقل الذي يعرف كيف يفكر والعقل الذي لا يعرف كيف يفكر ، كما هو العقل المؤطر ، والعقل المنفتح الذي يطوف العالم بحثاً عن معلومة تغير قالبه ، هو ذات العقل المعرفي الابداعي الذي يقودنا إلى النهضة والحداثة والتجديد وتطور العلوم كل العلوم. طوال (15 عام ) من العمل المتواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، وجدنا في مركزنا أن الفجوة الكبيرة بين الفرد الطبيعي والفرد غير الطبيعي لا يمكن مواجهتها إلا بتحدي الاختلاف والفروق وذلك بامتلاك أدوات وتقنيات وخبرات وقدرات وجميعها تهتم بالكشف عن نقاط القوة الكامنة بالاعتماد على أسرار الدماغ الخفية من جهة وعلى الايمان بأن هناك الكثير مما يمككنا القيام به لتغيير الظروف القائمة للفرد غير الطبيعي ، ولهذا سنجد أنه ما لم نتقاسم المعرفة والابداع مع أطفالنا ، فلن نتخلص من الخمول العقلي إلا باستخدام جدلية التناقض في التفكير خارج الصندوق بالشراكة مع الأجيال المختلفة والقدرات المختلفة . من هنا كان موضوع بحثنا اليوم ، وهو كيفية تطويع برامج التفكير الابداعي لتخدم تنمية مهارات التفكير لدى ذوي الاحتياجات الخاصة،حيث كان شعار وهدف مركز سيدرا وهاجس كادره انه يجب أن تصل هذه الحالة إلى المستوى الأقرب من الطفل الطبيعي من نفس السن . فقد تعاملنا مع الكثير من الحالات المحبطة خلال العمل، والأكثر هي المرات التي كانت تتأكد فكرة ضرورة التحديث في قراءة النتائج وطرق العلاج كفرضية يمكن البرهنة عليها ، إلى أن توصلنا لأهمية استخدم برامج التفكير المختلفة مع معظم الحالات التي تم تأهيلها لتصبح قادرة على امتلاك حالة التفكير بكل مستوياتها. هدف البحث: -كان ينقصنا في تأهيل اطفال الاعاقة ممن يمتلكون درجة ذكاء تقع بين 75 – 89 ( وهي الفئات التي تنخفض عن متوسط الذكاء الطبيعي 90 حسب مقياس بينيه للذكاء الصورة الخامسة ) هو العمل على تمليكهم قاعدة تفكير تتضمن القدرة على امتلاك حالة تخيل وتفكير خارج الصندوق ، وقياس تحليلي لاستيعاب المفاهيم المجردة غير الملموسة أثناء التعامل مع الظواهر المختلفة من حولهم ، خاصة عندما تتعقد متطلبات الحياة من حولهم ، لذلك بحثنا عن برامج تساعد على تحقيق هذا الهدف ، فاخترنا برامج التفكير (موضوع البحث ) ودراسة كيفية استخدامها مع هذه الفئة ومن ثم العمل على تعميم النتائج في جميع البيئات التي يتفاعل فيها الطفل من فئة الذكاء المنخفض ، وبالتحديد في المرحلة التي يقودنا فيها التأهيل إلى الحاجة للبدأ بتكوين قاعدة تفكير تضمن تقبله للتواصل الاجتماعي الأكثر تطوراً وفهم العلاقات المختلفة بين الأشياء والأشخاص واختلافاتهم عنه وبالتالي تقبل هذه الاختلافات. وهنا هدف البحث إلى طرح كيفية استخدام برنامج الكورت للتفكير الابداعي كاداة لما ذكر أعلاه ، وكيفية استخدام ادوات هذا البرنامج مع استجابات الطفل والذي سنوجز استجاباته لاحقاً على أداتين من ادوات الكورت كمثال ، وفعالية استخدام البرنامج في تعميم المعرفة في محيطه الأكبر من الجلسات العلاجية. والجدير بالذكر أننا بدانا باستخدام برنامج قراءة العقل أولا للتمهيد في اعمال العقل كأداة تفكير للأطفال الأصغر سناَ من 9 سنوات ، ومن ثم كان الانتقال لبرنامج الكورت مناسبا وممكناً.
